الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

الرد على شبهة زواج الكبير من الطفلة في الاسلام

من المنافذ التي يهاجم بها المعارضون للتشريع الاسلامي و ينتقدونها بشدة هي اعتقادهم بشرعية زواج الكبير من البنت الصغيرة اقتداءا بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة و هي في سن تسع سنين.
يجب أن أنوه أنه كان بعض العرب في وقت الرسول محمد-صلى الله عليه و سلم- يزوجون بناتهن ( كعقد فقط و ليس وطء) وهن دون البلوغ لما يرون فيه من مصلحتهن ثم تسلم لزوجها بعد بلوغها واكتمالها وهو ماحدث مع رسول الله في زواجه من السيدة عائشة و قد كانت بالغة وقتها ولم تكن أبدا طفلة دون البلوغ كما يدعون.
ثم ألا يلاحظون أن لا وجود لهذه العادة الآن رغم جوازها شرعا؟
لقد قرأت احدى الفتاوي على موقع اسلام أون لاين قام بها مجموعة من الفقهاء ردا على أحد الأسئلة التي تخص هذه الشبهة و سأقتبس منها مايفيد الموضوع.
مما قاله دكتورمصطفى الزرقا -من كبار علماء سوريا- :
ولا يخفى بأن زواج الصغار لا يخلو من محاذير صحية ، لأن أجهزتهم التناسلية لا تكون مهيأة للجماع بعد ، كما أن الصغار لا يكونون مهيئين نفسياً لممارسة الجنس ، وبخاصة البنت الصغيرة التي يغلب أن تتضرر جسدياً ولاسيما إذا كان زوجها رجلاً كبيراً ! فقد يسبب جماعها مضاعفات نفسية وجسدية سيئة ترافقها طوال حياتها وتؤثر في مستقبلها الجنسي ! ولهذا ذهب الفقهاء إلى أن الزوجة الصغيرة التي لا تحتمل الوطء لا تُسلَّم إلى زوجها حتى تكبر وتصبح في سـن تتحمل فيه الوطء ، حتى وإن كان الزوج عاقلاً أميناً وتعهد ألا يقربها ، لأن هيجان الشهوة فيه قد يحمله على وطئها فيؤذيها ، ورأى الحنابلة أنها إذا بلغت تسـع سنين دفعـت إلى زوجهـا ، لما ثبت في الصحيح من أن النبي صلى الله عليه وسلم ( بنى بعائشة وهي بنت تسع سنين) ولكن إذا خافت البنت على نفسها فلها أن تمنعه من جماعها ، ويستمتع بها كما يستمتع بالحائض ، وذلك حتى تكبـر وتتهيأ للجماع ..ونحن بدورنا ننصح من الوجهة الطبية بعدم الزواج قبل البلوغ على أقل تقدير لأن البلوغ مؤشر فطري يدل على أن الجسم أصبح مهيأً لممارسة الجنس ، كما أن الإنسان بالبلوغ يصل إلى درجة مقبولة من الوعي الاجتماعي الذي يساعده على تكوين الأسرة .. علماً بأن معظم القوانين المعمول بها في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية تمنع الزواجَ قبل سِنِّ الرُّشْدِ ، أو سنِّ ثماني عشرة سنة . انتهى .

ومع اختلاف الأزمان تختلف العادات و الثقافات. قال الدكتور الزرقا :

ولا ننسى أن البنت قديما ما كان يتصور، ولا ينتظر لها سوى الزواج، فلم تكن رهن كلية ولا مدرسة تنتظر التخرج فيها، فإذا اكتملت أنوثتها ونضجت فعلام الانتظار؟ ولا ننسى كذلك أن الثقافة وقتها كانت محدودة، فقد كان بمقدورها أن تحيط بها في سن صغيرة، ولم يكن الحال كما هو عليه الآن من أن الولد ذكرا، أو أنثى يظل يتعثر في القراءة والكتابة حتى يجاوز العاشرة .ففي الوقت الذي نرى فيه أولادنا الآن في عداد الأميين وهم قيد المدارس حتى العاشرة فإن الولد ساعتها ذكرا كان أو أنثى كان يتم حفظ القرآن قبل أن يجاوز التاسعة، ويحفظ من شعر العرب ونثرهم ما يكون ثقافة يفتقدها رجال اليوم فضلا عن أطفالهم .ومن المهم كذلك أن نعرف أن الفقهاء وإن أجازوا تزويج الصغيرة فإنهم منعوا زوجها أن يعاملها معاملة الأزواج حتى تطيق الوطء ، وهذا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والبيئات .
المصدر : اسلام أونلاين.نت - فتاوى الناس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق