الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

الرد على من يدعي أن محمد جعل قريش أحق بالخلافة

بعض المعارضين للاسلام و لرسالة محمد يتهمون الرسول بحب السلطة لنفسه و لأهله مستدلين بحديثه " الأئمة من قريش" . وفي هذا يرد الشيخ القرضاوي من موقعه الالكتروني ضمن مقالته " دعوى العلمانية الاسلامية" :
أما حديث "الأئمة منا أهل البيت" فلم يصح عن رسول الله ، ولذا لم يعتمده أهل السنة وهم جمهور الأمة.
أما حديث: "الأئمة من قريش" فقد اشتهر بين العلماء، ولكن الشهرة لا تعني دائما: الصحة. ومما يشكِّك في ثبوته: أنه لو كان معروفا لدى الأنصار، ما قال قائلهم يوم السقيفة: منا أمير ومنكم أمير. وهم ليسوا من قريش، ولو كان معروفًا لدى المهاجرين، لردَّ به عليهم أبو بكر، وكفى به حجَّة لو صحَّ. ولكنه لجأ إلى ترجيح المهاجرين باعتبارات اجتماعية، كقوله: إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش!
وعلى كل حال لم يرد الحديث في الصحيحين ولا أحدهما، وإنما ورد بأسانيد لم يسلم سند فيها من مقال، وإنما صحَّحه من صحَّحه بكثرة طرقه وشواهده. كما قال محققو المسند في تخريج الحديث (12307) عن أنس: إن إسناده ضعيف لجهالة راويه: بكير بن وهب الجزري ... ولكن صحَّحوه بكثرة طرقه الضعيفة!
ورأيي: أن الأحاديث الخطيرة التي تقرِّر مبادئ وأصولاً هامة للحياة الإسلامية، لا يجوز أن يقبل فيها ما كان ضعيفا بأصله، وإنما صُحِّح بكثرة طرقه، ولا سيما أن الأئمة المتقدمين مثل: ابن مهدي وابن المديني وابن معين والبخاري وغيرهم، ما كانوا يعتمدون على كثرة الطرق هذه، إنما اشتهرت بين المتأخرين.


المصدر :
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=4467&version=1&template_id=254&parent_id=12

الرد على شبهة ضرب الزوجة في الاسلام




كثير مانسمع باتهامات تشار الى الاسلام باهانة المرأة وابرزها الاتهام بضربها من قبل زوجها.
باستعراض احدى الفتاوى على موقع اسلام أون لاين , اخترت هذه الفتوى للشيخ فيصل المولوي :
قال تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) آية: 34 سورة النساء .هذه الآية من سورة النساء تبيّن أولاً رعاية الزّوج لزوجته وحمايتها وكفايتها بالنفقة عليها من ماله الخاص .ثمّ تبيّن الآية صنفين من النساء. الصنف الأوّل: (الصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). والصنف الثاني: (واللاتي تخافون نشوزهنّ). فالأولى المرأة الصالحة والثانية المرأة الفاسدة وهي التي تمرّدت على حقوق زوجها فلم تجبه إليها .وممّا لا شكّ فيه أنّ الحياة مع المرأة الثانية صعبة لا بدّ من إصلاحها لتعود إلى مجراها الطبيعي. وهناك طرق لمعالجة هذا السلوك المنحرف وقد وضع القرآن الكريم خطوات على طريق إصلاحها وتقويمها .1- الخطوة الأولى :أن يعظها ويقول لها إتّقي الله فإنّ لي عليك حقاً وارجعي عمّا أنت عليه... فإن هي لم ترجع وأصرّت على نشوزها انتقل الزّوج إلى الخطوة الثانية .2- الخطوة الثانية: أن يهجرها فيترك جماعها أو يترك النوم في غرفتها، وإن هجرها في الكلام فلا يجوز أكثر من ثلاثة أيام، فإن هي لم ترجع وأصرّت فمن المعلوم أنّ هذا المكابرة ضرب بعرض الحائط لكلّ ما تقدّم من الوعظ والإرشاد والهجر. وهذا كلّه إذا كان هو صاحب حقّ فعلاً، وإذا كانت هي صاحبة تمرّد على حقوقه فعلاً، وهنا أصبحت هي أقرب إلى الطلاق والفراق. وهذا يؤدي إلى ضياع الأولاد وربما تشرّدهم وبالتالي يؤدي إلى دمار الأسرة وتخريبها فهو بين هذا وبين أن يقوم بالخطوة الثالثة .3- الخطوة الثالثة: الضرب الخفيف غير المبرح كالضرب بالسواك ونحوه كما قال عطاء عسى أن تكون وسيلة ناجحة في إصلاحها وهذا الضرب لا شكّ هو شرّ ولكن هو الآن بين شرّين فاختار أهونهما ومع هذا كلّه قال الفقهاء: والأفضل ألاّ يضرب .وإذا رجعنا إلى سيرة الرسول (صلَى الله عليه وسلَم) نجد أنّه لم يستعمل الضرب مع نسائه مطلقاً وإنّما كان إذا بدر منهنّ ما يكرهه كان يخيّرهنّ بين الطلاق بالمعروف أو البقاء معه على تصحيح ما بدر منهنّ فكنّ يخترن النبي (صلَى الله عليه وسلَم) ويعتذرن عمّا بدر منهنّ. وتارة يحرّم شيئاً من الحلال على نفسه بسبب سؤء تصرّف تجاهه من بعض نسائه كما حرّم العسل على نفسه فنزلت الآية بسبب ذلك: (يا أيها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ الله لك...) سورة التحريم .ويتبيّن من خلال سيرته عليه الصلاة والسلام أنّه لمّا رفع إليه النساء أنّ أزواجهنّ يضربنهنّ قال: "لا يضرب خياركم ".كما أوصى بالصّبر على المرأة وتحمّلها على اعوجاج مسلكها إن حصل و الآيات والأحاديث كثيرة وفي حجّة الوداع وهي آخر حجّة حجّها عليه الصلاة والسلام وبعدها توفي. خطب بالناس خطبة الوداع على جبل عرفات وقال فيما قال:" أيها الناس استوصوا بالنساء خيراً فإنّهنّ عوان عندكم أخذتموهنّ بأمانة الله واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله فاستوصوا بالنساء خيراً." كما أنّني شخصيا:ً لا أفتي بضرب النساء رغم جوازه بشروطه المذكورة لأنّ هناك طرقا أخرى كثيرة تغني عنه خاصّة في المرأة المعاصرة.والله أعلم

المصدر : موقع اسلام اونلاين.نت - فتاوى الناس


ومن كتاب الفلسفة القرآنية لعباس العقاد أختار هذه الفقرة :




الرد على شبهة زواج الكبير من الطفلة في الاسلام

من المنافذ التي يهاجم بها المعارضون للتشريع الاسلامي و ينتقدونها بشدة هي اعتقادهم بشرعية زواج الكبير من البنت الصغيرة اقتداءا بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة و هي في سن تسع سنين.
يجب أن أنوه أنه كان بعض العرب في وقت الرسول محمد-صلى الله عليه و سلم- يزوجون بناتهن ( كعقد فقط و ليس وطء) وهن دون البلوغ لما يرون فيه من مصلحتهن ثم تسلم لزوجها بعد بلوغها واكتمالها وهو ماحدث مع رسول الله في زواجه من السيدة عائشة و قد كانت بالغة وقتها ولم تكن أبدا طفلة دون البلوغ كما يدعون.
ثم ألا يلاحظون أن لا وجود لهذه العادة الآن رغم جوازها شرعا؟
لقد قرأت احدى الفتاوي على موقع اسلام أون لاين قام بها مجموعة من الفقهاء ردا على أحد الأسئلة التي تخص هذه الشبهة و سأقتبس منها مايفيد الموضوع.
مما قاله دكتورمصطفى الزرقا -من كبار علماء سوريا- :
ولا يخفى بأن زواج الصغار لا يخلو من محاذير صحية ، لأن أجهزتهم التناسلية لا تكون مهيأة للجماع بعد ، كما أن الصغار لا يكونون مهيئين نفسياً لممارسة الجنس ، وبخاصة البنت الصغيرة التي يغلب أن تتضرر جسدياً ولاسيما إذا كان زوجها رجلاً كبيراً ! فقد يسبب جماعها مضاعفات نفسية وجسدية سيئة ترافقها طوال حياتها وتؤثر في مستقبلها الجنسي ! ولهذا ذهب الفقهاء إلى أن الزوجة الصغيرة التي لا تحتمل الوطء لا تُسلَّم إلى زوجها حتى تكبر وتصبح في سـن تتحمل فيه الوطء ، حتى وإن كان الزوج عاقلاً أميناً وتعهد ألا يقربها ، لأن هيجان الشهوة فيه قد يحمله على وطئها فيؤذيها ، ورأى الحنابلة أنها إذا بلغت تسـع سنين دفعـت إلى زوجهـا ، لما ثبت في الصحيح من أن النبي صلى الله عليه وسلم ( بنى بعائشة وهي بنت تسع سنين) ولكن إذا خافت البنت على نفسها فلها أن تمنعه من جماعها ، ويستمتع بها كما يستمتع بالحائض ، وذلك حتى تكبـر وتتهيأ للجماع ..ونحن بدورنا ننصح من الوجهة الطبية بعدم الزواج قبل البلوغ على أقل تقدير لأن البلوغ مؤشر فطري يدل على أن الجسم أصبح مهيأً لممارسة الجنس ، كما أن الإنسان بالبلوغ يصل إلى درجة مقبولة من الوعي الاجتماعي الذي يساعده على تكوين الأسرة .. علماً بأن معظم القوانين المعمول بها في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية تمنع الزواجَ قبل سِنِّ الرُّشْدِ ، أو سنِّ ثماني عشرة سنة . انتهى .

ومع اختلاف الأزمان تختلف العادات و الثقافات. قال الدكتور الزرقا :

ولا ننسى أن البنت قديما ما كان يتصور، ولا ينتظر لها سوى الزواج، فلم تكن رهن كلية ولا مدرسة تنتظر التخرج فيها، فإذا اكتملت أنوثتها ونضجت فعلام الانتظار؟ ولا ننسى كذلك أن الثقافة وقتها كانت محدودة، فقد كان بمقدورها أن تحيط بها في سن صغيرة، ولم يكن الحال كما هو عليه الآن من أن الولد ذكرا، أو أنثى يظل يتعثر في القراءة والكتابة حتى يجاوز العاشرة .ففي الوقت الذي نرى فيه أولادنا الآن في عداد الأميين وهم قيد المدارس حتى العاشرة فإن الولد ساعتها ذكرا كان أو أنثى كان يتم حفظ القرآن قبل أن يجاوز التاسعة، ويحفظ من شعر العرب ونثرهم ما يكون ثقافة يفتقدها رجال اليوم فضلا عن أطفالهم .ومن المهم كذلك أن نعرف أن الفقهاء وإن أجازوا تزويج الصغيرة فإنهم منعوا زوجها أن يعاملها معاملة الأزواج حتى تطيق الوطء ، وهذا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والبيئات .
المصدر : اسلام أونلاين.نت - فتاوى الناس

الأحد، 13 سبتمبر 2009

الاسلام ليس دين قتال أو عداوة

الى من يلبس الاسلام عباءة الارهاب,الأصل في الاسلام السلم وليس القتال:
قال تعالى "وان جنحوا للسلم فاجنح لها"
أما القتال فيكون لمن بدأ بالعداوة أولا:
قال تعالى:
"وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"
"أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
" وَإِذْ يَمْكُر بِك الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوك أَوْ يَقْتُلُوك أَوْ يُخْرِجُوك وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُر اللَّه وَاَللَّه خَيْر الْمَاكِرِينَ "
" يُخْرِجُونَ الرَّسُول وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاَللَّهِ رَبّكُمْ ""وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَك مِنْ الْأَرْض لِيُخْرِجُوك مِنْهَا "
"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ"
"الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
القتال في حد ذاته له آداب في الاسلام :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقتلوا شيخًا، ولا امرأة، ولا صبيًا ولا عابدًا أو راهبًا فى صومعته"

الأربعاء، 1 يوليو 2009

قتل المرتد لمجرد تبديل الدين هو إطلاق خاطئ

مقال للكاتب إسلام بحيرى في موقع جريدة اليوم السابع:

لم يدهشنى كثيراً ما قاله الشيخ يوسف البدرى لـ«اليوم السابع» ونشره موقعها الإلكترونى حول قانون الردة، الذى من المفترض أن المرحوم «صوفى أبوطالب» رئيس مجلس الشعب الأسبق، قد اختصه به وأوصاه عليه دون أى أحد آخر فى العالمين, ولكن الدهشة الحقيقية مبعثها هذا الاتجاه الذى ما يزال يختصر الإسلام فى نظر أبنائه ونظر غير أبنائه فى هذا الركن الضيق الذى ينتزع الخطاب النبوى من سياقاته التاريخية والاجتماعية ودلالاته العقلية والتطبيقية ليشهر به سيف إقامة حدود الله, هذا الخطاب الذى لم يخرج بعد من شرنقة التعبد على فهم التراثيين.

وقد قُدِّمت عدة قراءات معاصرة لمفهوم الردة تركزت حول اتجاهين، كلاهما صحيح, أولهما تحقيق ضعف سند الحديث الذى أخرجه «البخارى», وثانيهما حول تناقض معنى الحديث مع صريح آيات القرآن الكريم عن حرية العقيدة, إلا أن ثمة قراءة مغايرة نستطيع من خلالها النظر إلى مدلولات أدق لمفهوم الردة فى العهد النبوى من خلال استعمال اللفظ قرآنيا وكذلك من خلال السياقات التاريخية والاجتماعية لذلك المفهوم، لنستوضح ما إذا كان قتل المرتد تشريعاً مطلقاً خارج التاريخ أم حكما مؤطراً بمساقات ملتبسة ومتقاطعة.

الحديث:
أخرج البخارى: «حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمَاً فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لأَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تُعَذِّبُواْ بِعَذَابِ اللهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ».
وكما ذكرنا فقد اتجهت أغلب الدراسات المعاصرة لتضعيف الحديث وهم على حق فيما ذهبوا, حيث إن تضعيف السند فى ذلك الحديث لا يتطلب كثير جهد ولا احتمال عناء, فهو حديث آحاد يدور على راو واحد وهو «عكرمة» مولى الصحابى «عبدالله ابن عباس» ويعرف كل باحث ومتخصص أن «عكرمة» راو متهم فى عقيدته أولا ثم فى حفظه وضبطه بالكذب الصراح، وقد نعجز عن نقل الأقوال فى تضعيفه وتوهينه من كثرتها وطولها, حتى إن «على بن عبدالله بن عباس» كان يوثقه فى باب الحش ببيته جزاء له وكان يقول فى ذلك: «إنه يكذب على أبى».

ولكننا رغم ذلك سنتخطى المنطوق اللفظى للحديث حتى نتبين ما تواترت به الأخبار عن النبى إزاء واقعات الردة التى حدثت فى العهد النبوى بمرحلتيه المكية والمدنية, لنستجلى المفهوم التطبيقى للردة ومعناها الحقيقى ليكون ذلك مقيداً لإطلاق النص فى حديث «عكرمة» - على صحة فرضه -.

أولاً:

لم يكن مفهوم الردة فى العهد النبوى يعنى تبديل الدين فحسب, بل كان يعنى بالضرورة التنقل بين معسكرين واضحين لا ثالث لهما ولا لبس فيهما, معسكر الكفر ومعسكر الإيمان, وكانت العداوة والحرب بين المعسكرين بينة سافرة لا تحتاج لدليل, لذا فإن الخطاب القرآنى لم يكن يذكر الاشتقاق اللفظى للردة إلا مع بدايات التنزيل فى المدينة, فقد كان مدلول الردة حينها هو «الرجعة والعودة» المكانية باتجاه مكة والدينية باتجاه الكفر والعسكرية باتجاه الحرب والعداء, ويتبين هذا من خلال استقراء الموضعين اللذين ذكرت فيهما الآيات الحكيمة لفظة الردة بقول الله تعالى: «وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ» البقرة 217, وقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ» المائدة 54.

ففى آية «البقرة» يحذر القرآن المؤمنين من الردة تبعا لما يريده الكافرون, وفى الآية الثانية «المائدة» يقرر رب العزة حكما معلوما بالضرورة أنه سبحانه فى غنى عن عباده وعبادتهم, ولكن الذى يسترعى الانتباه أن الخطاب القرآنى لم يحدثنا عن عقوبة مفترضة لهؤلاء المرتدين كما فى الآيات, وذلك ما يؤكد بداهة ما بدأنا به أن الخطاب القرآنى لم يؤسس لعقوبة صريحة باعتبارهم ضمنا داخلين فى معسكر الكفر, والمعنى من ذلك يؤكد أن الردة الدينية فى المفهوم القرآنى والعهد النبوى لم تكن ردة محضة تقوم على تفكير عقائدى فقط, بل كانت مصاحبة دوما لظروف تاريخية ودينية تكاد تكون حتمية للمرتد، حيث ينضم لمجتمع الضد الذى يؤوى المرتدين ويعزز قولهم فى رمى القرآن وسب الرسول, لذا فإننا لا نجد ولو حالة واحدة فى عهد النبوة لمرتد عن الإسلام لم يركن لمشركى مكة ولم يهج ُ النبى أو يحاربه, لأن الردة الفكرية المبنية على موقف عقائدى لم تكن لتصلح فى هذه الظروف التاريخية فقد كانت فكرة الضد مسيطرة دينياً وسياسياً وحربياً بما يعنى أن المرتد لو قاربنا المعنى لتكييفه القانونى المعاصر فى دستور الدولة الحديثة لكن جرم الارتداد يماثل جرم الخيانة العظمى للدولة, فقد كانت الردة عسكرية ودينية وحتى جغرافية حيث الاحتماء بمكة من المدينة, لذا فإن إطلاق قتل المرتد بعموم اللفظ لمجرد تبديل الدين هو إطلاق خاطئ, والحق أن الردة عملية ذات توابع سياسية وتاريخية واجتماعية انتهت بشكلها الأول للتطبيق مع فتح النبى منتصراً لمكة فى العام الثامن من الهجرة, ولا شك أن استمرار الإطلاق العام للمعنى فى عصور ما بعد الراشدين الأربعة كان بداية لخدمة السلاطين الأموية التى وجدت فى ذلك مسوغاً ومبرراً لقتل المخالفين والمعارضين قتلا شرعيا, وكان هذا إيذانا ببدء امتطاء النصوص وسيلة للأحكام السلطانية والملك العضوض.

ثانياً:

وقعت حوادث عديدة للردة فى العهد النبوى فى مرحلتيه المكية والمدنية مع اختلاف الأحوال بين العهدين, فقد كانت الردة فى مكة قريبة العهد بالتكذيب والريبة فى الرسالة وعدم تصديق الخوارق كالإسراء والمعراج ولمحبة عدم مفارقة العشيرة والقبيلة, لذا نجد القرآن لم يوجه الخطاب للمؤمنين عن الردة فى مكة بالكلية حيث كان تنقية التوحيد وبناء أصل العقيدة أعم وأهم وأبقى, وكان التأكيد على حرية العقيدة فى المرحلة المكية واضحا فى الخطاب القرآنى: «قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ, لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ, وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ, وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ, وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ, لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِين», وفى سورة الكهف: «وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» 29, وذلك الخطاب لم يكن عن ضعف وقلة حيلة كما ذهب أغلب المفسرين القدامى بل كان ذلك تشريعا لأصل من أهم أصول العقيدة, ثم انتقل مجتمع النبوة للعهد المدنى حيث ثبوت قدم الدين والنبوة وشيوع الإيمان وكثرة تعداد المؤمنين, ومع ذلك لم نجد فى التنزيل المدنى إلا زيادة فى التأسيس والتأصيل لمفهوم حرية العقيدة فى قول الله: «إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ» محمد 25, وقوله:» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ« المائدة 54, فلم يغير حال القوة والمنعة لمجتمع النبوة الخطاب القرآنى الهادف لتأصيل الحرية على عكس ما ادعى التراثيون من تغير لغة القرآن فى المدينة عن مكة, وهو ما يؤكد أن القواعد الأساسية فى الدين تؤصل لذلك, ولكن أدعياء التراث المعاصرين تجدهم يقولون بأن الحديث النبوى ينسخ حكم القرآن ورغم أن ذلك القول لا يصح عند عاقل لكن الرد عليه يكون باستجلاء فعل النبى وحكمه فى ردة من ارتدوا حال حياته, وفعل النبى فى ذلك هو المفسر والضابط للمفهوم القرآنى لحرية اختيار العقيدة, وليس النص المنطوق عند البخارى- على فرض صحته -

ثالثاً:

كان التطبيق النبوى لمفهوم الردة هو التطبيق المبين لدلالة حرية العقيدة فى القرآن, لذا سنحدد النظر فى واقعتين شهيرتين للردة وقعتا فى العهد النبوى وننظر كيف اعتبر النبى المسألة وكيف تعامل معها.

الأول: عبدالله بن أبى السرح:
وكان عبدالله أخا فى الرضاعة لـ«عثمان بن عفان» صاحب رسول الله, وكان قد أسلم بمكة, وهو أحد القلائل من المكيين الذين كانوا يخطون بيمينهم ويعرفون الكتابة فاتخذه النبى كاتبا للوحى, ولكنه بعد فترة أدعى أنه هو الذى كان يلقن النبى الوحى وقال إنه يأتيه مثلما يأتى «محمداً» وعاد أدراجه مرتدا لمعسكر الشرك ولم يكتف بل ظل بعدها طاعنا فى النبوة هازئا بالقرآن.

الثانى: عبدالله بن خطل:
وكان عبدالله له صحبة واستعمله النبى على بعض الصدقة وأصحبه رجلا فى ترحاله يخدمه فلما كان فى أحد أسفاره طلب من خادمه أن يصنع له طعاما ثم استيقظ من نومه ليجد الخادم لم يصنع شيئا, فضربه بالسيف فقتله, وعلم «ابن خطل» أنه لو رجع المدينة سيقتل بالرجل قصاصا فهرب إلى مكة وارتد عن الدين ولم يكتف أيضا, بل أخذ يهجو النبى ويسبه ويعرض به ويسوق لذلك جاريتين عنده لتغنيا هجاء النبى فى طرقات مكة.

إذن نحن أمام حالتين صريحتين ومتماثلتين للردة عن الإسلام المصحوبة بأشد ما يكون من المرتد, ولهذا فإن النبى لما فتح مكة منتصراً كان يعلم بوجودهما فأما الأول «ابن السرح» فقد غيبه أخوه فى الرضاع «عثمان بن عفان» حتى جاء به للنبى ليتوب ويعود للإسلام, وقد سكت النبى عن شفاعة «عثمان» ولم يعقب من شدة جرم «ابن السرح» فى حق النبوة ولو كان النبى قتله لكان حقا لا مراء فيه، لأن ملابسات الارتداد المصاحبة اختلطت كما ذكرنا بسب وطعن فى نزول القرآن, لكن النبى عفا عنه مع تمنيه فى نفسه لو قُتل جزاء بما فعل من قبل شفاعة »عثمان« فيه, أما الثانى »ابن خطل« فقد علم النبى أنه متعلق بأستار الكعبة طالبا الغفران ومبديا الندم إلا أنه أمر بقتله فقتل.

وهنا يتبين الأمر بوضوح، فلو كانت الردة فى ذاتها مصحوبة بعداء أو غير مصحوبة به موجبة للقتل كحد تشريعى لما كان رسول الله سكت عن شفاعة الشافع فى «ابن السرح» لأنه معلوم بالضرورة أنه لا شفاعة فى حد شرعى, ما يؤكد أن الصحابى «عثمان بن عفان» لم يكن ليفعل ذلك إلا بعلمه أنه لا يشفع فى حد من حدود الله, وكانت تلك الواقعة فى فتح مكة فى العام الثامن للهجرة بما يعنى أن فعل النبى كان موافقا للتنزيل القرآنى فى المدينة بلا نسخ ولا تقييد, وقد حاول التراثيون الخروج من هذا المأزق بقولهم إن النبى عفا عن «ابن السرح» فى الحد بالتوبة وفى التعزير بالشفاعة من أخيه, وهو استنتاج مخالف للحقيقة فلو اعتبرنا أن فترة تزيد على التسع سنوات وهى ردة «ابن السرح» تمثل استتابة له فلماذا لم يعف النبى عن «ابن خطل» ويعتبر أن فترة ردته أيضاً - وهى أقل - فترة استتابة, وهذا ما يؤكد أن إمعان النظر فى الحالتين يبين أن العفو عن «ابن السرح» كان لشفاعة من صاحب النبى، وما كانت الشفاعة تقبل فى حد شرعى, وأما الثانى «ابن خطل» فقتله إنما كان قصاصا وليس ردة، بمعنى أن أمر النبى بقتله كان قصاصا منه وجزاء لقتله نفسا مؤمنة بغير حق, وقد كان حينها ما يزال مسلماً, لذا فإن كل الآراء التى أدعت أن قتل «ابن أخطل» كان لردته آراء لم تتمحص الروايات بتؤدة, ما يوضح أن تعامل النبى مع أعتى حالات الردة والطعن فى الدين كان تعاملا عادلا ومباينا ومغايرا للمفهوم المطلق لقتل المرتد لمجرد تبديل الدين.

رابعاً:

ولو نظرنا فى فعل الصحابة لوجدنا فى الحروب التى خاضها الخليفة الأول «أبوبكر الصديق» رضى الله عنه, وعرفت باسم «حروب الردة» لوجدناها حربا قسمت إلى شقين، فالأول هو حرب الخليفة ضد من أنكروا دفع الزكاة الواجبة وهى «حروب مانعى الزكاة», أما الشق الثانى وهم مجموعة مدعى النبوة «مسيلمة الكذاب» و«سجاح التميمية» وهؤلاء لم يكونوا مرتدين فقط بالديانة ولكنهم بدأوا المسلمين بالعداء واستحر قتلهم فى حفاظ القرآن الكريم, ورغم ذلك فإن «سجاح التميمية» قد عادت للإسلام مرة أخرى وظلت كذلك حتى ماتت فى ملك «معاوية» ولم نر من اعتبر أن ردتها وعودتها كانت لفترة استتابة, لذا لم يكن غريبا أن يقرأ الوضع الصحيح من ذلك بعض من أهل التراث.

خامساً:

اختلف الأوائل فى قتل المرأة المرتدة على قولين أحدهما أنها لا تقتل بردتها، وهو قول «ابن عباس» ما يؤكد أنه لو كان قتل المرتد حدا مطلقا لاستحال التمييز فيه بين الرجل والمرأة, لذا فإن بعض الآراء التراثية قد ذهبت باتجاه ما ذهب إليه المعاصرون فى مفهوم الردة فقد قال «ابن القيم»: فأما القتل فجعله عقوبة أعظم الجنايات كالجناية على الأنفس.. وكالجناية على الدين بالطعن فيه والارتداد عنه وهذه الجناية أولى بالقتل.. فإذا حبس شره وأمسك لسانه وكف أذاه والتزم الذل والصغار وجريان أحكام الله ورسوله عليه وأداء الجزية لم يكن فى بقائه بين أظهر المسلمين ضرر عليهم» إعلام الموقعين (3/339).

وهنا يصرح «ابن القيم» أولاً بفكرة قتل المرتد على خلفية الطعن فى الدين بعد ارتداده ثم بين أن التزام المرتد الصغار بألا يطعن فى الدين، وأن يمتثل لأحكام الدين فإنه لا يرى فى بقائه مرتداً بين أظهر المسلمين أى ضرر, وهو اتجاه يكاد يماثل اتجاه الكثير من المعاصرين الذى أكد على أن الارتداد فى ذاته لا يمثل قضية فى الدين، حيث أسس القرآن لحرية العقيدة ولكن مصاحبات الارتداد من العداء والطعن هى الإشكالية اللاحقة, لذا فإن تشريعات الدولة المصرية على سبيل المثال تنص على عقوبة «ازدراء الأديان» وهى المعادل القانونى لفكرة الطعن فى الدين بوجه عام بحيث لا يصبح امتهان الدين كلأ مباحا, وهذا القانون هو الحاكم فى المسألة تبعا لروح الشرع الإسلامى الذى ينص على حرية اختيار العقيدة دون الحاجة لسن قوانين جديدة حول الردة.

إذن:

نحن أمام تأسيس قرآنى صريح لحرية العقيدة إيماناً وكفراً توضح فيه الآيات القصد والمعنى والدلالة من الردة فى القرآن, والتى لم تقترن بعقاب دنيوى إلا عقاب الآخرة, وأمام تأصيل قرآنى لمعنى الردة المقصود فى العهد النبوى وهى ردة الطاعن المحارب, وأمام أدلة من السنة الفعلية للنبى على تباين الأمر فى التعامل مع المرتد عفوا وقصاصا عادلا تبعا لسياقات حددت الأمر وبينته, وأمام فعل متابع لذلك من الصحابة حتى فى حروب المرتدين ومدعى النبوة حيث أكدت الروايات التى صحت عن السيدة عائشة «ابن أبى شيبة 14/572» أن كثيراً من أحياء العرب إلا مكة والمدينة قد ارتدت بعد وفاة النبى ولكن الحرب لم تكن إلا مع المعادى الذى ابتدر المؤمنين فى ديارهم والحرب ليست قصاصا كما هو معلوم, فلماذا بعد كل هذه الأدلة المتقاطرة والقراءات الواضحة فى القرآن والسنة نأتى اليوم لنطعن فى الشريعة بقول بعضهم إن الإسلام يقبل من الشخص الدخول إليه طائعا وينهاه عن الخروج منه أبداً.

لذا فإن إطلاق اللفظ الذى جاء فى البخارى على فرض صحته - إطلاق يخالف المعلوم القرآنى والمعمول النبوى, كما أننا لو تماشينا مع اللفظ الموجود فى البخارى: «من بدل دينه فاقتلوه», بإطلاقه لكانت الاستتابة التى أقرها الفقهاء القدامى ممتنعة حتى لو لمدة ثلاثة أيام, ولكان القتل- حسب نص الحديث - مترتبا فقط على مجرد تبديل الدين دون النظر لتوبة أو رجعة, وهذا ما يبين أن التراثيين قد قيدوا النص الذى أخرجه البخارى مجبرين، لأن إطلاق القتل جزاء عاما على تبديل الدين يخالف كل ما صح من فعل النبى, لذا فلم يكن أمام التراثيين إلا القول إن الاستتابة لها مدة, وقد كان الأحرى بهم طالما قيدوا النص المنطوق عند البخارى بفعل النبى أن ينظروا أيضاً فى مآلات التطبيق النبوى ودواعيه ودلالته، التى تؤكد أن مفهوم الردة لم يكن فى القرآن ولا السنة الصحيحة يعنى تبديل الدين فحسب, بل هو مفهوم يتخطى ذلك كما بينا, ولكن الأحكام السلطانية فى كثير من عصور تلامذة الفقهاء كانت ضاغطة وحاكمة لاستمرار وتأكيد القول بالفهم المطلق للردة لتكون ذريعة مطاطية لطالما كانت وسيلة نافعة وناجعة لقتل المخالفين, حتى لو كان القتل على المذهب والعمل وليس على الكفر والإيمان.

وأخيرا:

فقد استمعت إلى طرف من المناقشات التى دارت فى الدورة التاسعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامى الدولى الذى اختتم أعماله بالشارقة مؤخراً, وكانت الطروحات المستنيرة المقدمة من وزير الأوقاف المصرى محمود حمدى زقزوق، والدكتور عبدالله النجار تدور حول ضرورة إعادة النظر وفق اجتهادات معاصرة فى وجوب حد الردة بالمفهوم التراثى المطلق, ولكم آسفنى هجوم الوهابيين المعتاد على هذا الطرح فى كلام مبطن واتهامه بالذعر من منظمات حقوق الإنسان, واتهام الشيخ «محمود شلتوت» بالخلط والخطأ لأنه كان يرى أن حديث الردة من أحاديث الآحاد التى لا يقام عليها عقيدة, وقد أحسن الشيخ رحمه الله فى اجتهاده هذا والذى قال به كثير من الأوائل قبل ظهور عصر تقديس كتب البشر وجعلها مصاحف من دون الله فى القرن الرابع الهجرى.

وهكذا كان قدر الإسلام قديما أن تتوارى كثيراً من سماحة شريعته خلف مستنقعات الفهم الفقهى الضيق, وخلف القراءات العاكفة حديثا على النصوص المضافة لنصوص الأصل من فهم التراثيين لتمثل سدا وعائقا على استجلاء روح الشريعة الحقة واستفهام نصوصها من صريح القرآن وصحيح السنة, لذا فإنه لا بديل للإصلاح إلا أن يثابر على تقديم القراءات المعاصرة فى وجه هؤلاء الذين يحبون إثارة الجلبة، طمعا أن يكونوا دوما تحت بقعة الضوء, القراءات التى تنظر للنصوص من خلال السياقات المغايرة والفروق فى توجيه الخطاب بين القرآن والسنة, والنظر من خلال مقاصد الشريعة نحو التجديد الحقيقى لنخطوا ولو خطوة واحدة للأمام أو نصعد ولو قدما واحدة من داخل البئر.

الثلاثاء، 30 يونيو 2009

ردا على وصف عرش الله بالأسطورة

قرأت هذه المقالة من موقع شبكة اللادينين العرب , و اللادينيين بالمناسبة هم أناس رفضوا اتباع أي من الأديان السماوية.
المقالة بعنوان "مصادر أسطورة عرش الله العائم على المياه الازلية"
يدعي فيها الكاتب أن وصف عرش الله عز وجل في الاسلام و الأديان السماوية و صفته بأنه على الماء أو تحمله الملائكة انما هو فكرة مستنسخة من الأساطير القديمة للسومريين و البابليين و الفراعنة !!!

http://ladeenyon.net/joomla/index.php/2008-06-06-12-26-44/216-2008-06-14-18-22-25

وبدأ الكاتب مقالته بوصف عرش الله تعالى في الديانة اليهودية واصفا اياها باقدم الديانات الشرقية (وهذا أول خطا) قائلا:

فاقدم الديانات الشرقية ( اليهودية ) تروى لنا اسفارها المقدسة ان لله عرش او كرسى جالس عليه منذ القدم , وان هذا العرش تحمله ملائكة مجنحة ويقف امامه جنود السماء عن يميبنه وعن يساره.

وذكر بعض النصوص من التوراة الدالة على ذلك.
وبالطبع فقد نسي - أو تناسى- ذلك الكاتب ان الديانات قديمة بقدم البشرية حيث أن أول انسان عاقل خلقه الله تعالى على سطح الأرض كان نبيا وهو آدم عليه السلام ثم توالى بعده باقي الأنبياء برسالاتهم وليس موسى عليه السلام بأول الأنبياء , أي أن الديانات سبقت الأساطير في الظهور وليس العكس.
ثم يعرض الكاتب نصوص من الديانة المسيحية تحمل نفس المعنى ثم يتساءل,كيف وصلت هذه الفكرة للاسلام الا اذا كانت هي أيضا بدورها استنساخا من الأساطير القديمة بل من الديانات السابقة ؟ !!!
بالنسبة للأساطير القديمة فكما قلت ان الدين سبق الاسطورة في الظهور و بالتالي قد تكون الاساطير هي من اقتبست هذه الفكرة من الديانات وليس العكس وبالنسبة لاقتباس الاسلام من اليهودية و المسيحية فأنا أستغرب...ألا يعلم الكاتب أن هذه الديانات والكتب السماوية على اختلافها قد أتت من مصدر واحد وهو الله ؟؟؟ فكيف للرواية أن تتغير؟وللعلم فان هذا ليس الشيء الوحيد المشترك بين هذه الديانات فهل نسمي كل تشابه بينها اقتباسا ؟؟؟
ثم يعرض الكاتب قصة خلق آلهة السومريين و البابليين من ماء متجاهلا الفرق الكبير بين رواية الاسلام والروايات الاسطورية,فالله تعالى في الاسلام لم يخلق من الماء وانما خلق هو الماء كما خلق العرش قبل خلق السموات والارض وقد اجتهد في ذلك بعض
القدماء,فنقلا عن تفسير القرطبي لآية " وهو الذى خلق السموات والارض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء"

" يقول كعب:خَلَقَ اللَّه يَاقُوتَة خَضْرَاء فَنَظَرَ إِلَيْهَا بِالْهَيْبَةِ فَصَارَتْ مَاء يَرْتَعِد مِنْ مَخَافَة اللَّه تَعَالَى ; فَلِذَلِكَ يَرْتَعِد الْمَاء إِلَى الْآن وَإِنْ كَانَ سَاكِنًا , ثُمَّ خَلَقَ الرِّيح فَجَعَلَ الْمَاء عَلَى مَتْنهَا , ثُمَّ وَضَعَ الْعَرْش عَلَى الْمَاء "

وغيرها من الاجتهادات.
وبالتالي فالماء ليس مادة أزلية كما يدعي وانما هي مادة مخلوقة خلقها الله تعالى قبل خلق السموات والأرض شأنها شأن بقية المخلوقات
وماأثار دهشتني استعانته بالاية الكريمة :" وجعلنا من الماء كل شئ حى" رغم انها لاتخص موضوعنا هنا من قريب أو من بعيد فهي تشير الى أن جميع المخلوقات مخلوقة (أو يدخل في تركيبها بشكل أساسي) الماء كما جاء في تفسير ابن كثير:

"وَقَوْله " وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء كُلّ شَيْء حَيّ " أَيْ أَصْل كُلّ الْأَحْيَاء . قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِر حَدَّثَنَا سَعِيد بْن بَشِير حَدَّثَنَا قَتَادَة عَنْ أَبِي مَيْمُونَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّهُ قَالَ يَا نَبِيّ اللَّه إِذَا رَأَيْتُك قَرَّتْ عَيْنِي وَطَابَتْ نَفْسِي فَأَخْبِرْنَا عَنْ كُلّ شَيْء قَالَ " كُلّ
شَيْء خُلِقَ مِنْ مَاء
"

والتفسير لا يشير بالمرة ان الذات الالهية مخلوقة من ماء أو ان الماء مادة أزلية فلماذا استعان بهذه الآية؟
والغريب انه نقل تفسير ابن كثير في آية "وكان عرشه على الماء" ولم ينقل منه تفسير آية"وجعلنا من الماء كل شيء حي" ولو فعل ماكان ليستعين بها في بحثه.
وفي وصف الكاتب للعرش وكيف ذكر في القرآن محمولا من قبل الملائكة ومنهم ايضا حافون من حول العرش وكيف ان الله استوى على عرشه بعد خلق السموات والأرض فانه يتهم القرآن بنقل صورة مادية ملموسة عن الذات الالهية وعرشه المحمول من قبل
الملائكة المخلوقين وهو امر حير المسلمين طويلا:
{الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون}
{والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية }
{ وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين}
واستغرب الكاتب من فتوى العلماء بخصوص تلك الآيات : "فكان على المسلم ان يؤمن باستواء الله على العرش دون ان يسأ ل عن الكيفية "...ولم لا؟ ...ان الله تعالى فعلا "ليس كمثله شيء"" و ما أدراك ان العرش هو عرش ملموس و محمول فعلا؟ انما قد يكون هذا
تصوير مجازي لأن الحقيقة تفوق قدرة العقل البشري على التخيل وهل الماء الذي يحمل فوقه العرش قبل خلق الملائكة و الخلق هو ماء فعلا كالذي نعرفه و نشربه؟ماأدراك بهذا؟
وهكذا لا نستطيع تطبيق خواص المادة على الذات الالهية لأنه تعالى خالق هذه المادة وخالق قوانينها فلا يسري عليه أي منها كقانون الجاذبية "في تصورنا لفكرة الثقل وحمل العرش" و قانون المكان"كتواجد الملائكة حافين حول العرش" وقانون الزمان"كتواجد العرش على الماء قبل خلق السموات والأرض".
ذوالجلال والاكرام تبارك وتعالى عن كل مالايليق به ...

الاثنين، 15 يونيو 2009

Why did Prophet Mohammed marry more than once?

هو موضوع قديم كنت قد كتبته في مدونتي القديمة,
ولكن أحب أن أضع في البداية هاتين الفقرتين من كتاب الفلسفة القرآنية للكاتب الكبير عباس العقاد لمن يتوهم أن الاسلام أوجب تعدد الزوجات :






This is an old post from my old blog which has answers to a very common question:

Why did Prophet Mohammed marry more than once?




During The last Controversy about the legality of the cartoons published by the Danish newspaper Jyllands-Posten, Some non-Muslims asked me about Islam and Muhammed ( Peace be Upon Him) and I can sense a general hatred to both.One of the questions I've been asked is why did Prophet Muhammed marry 12 wives? and how did he marry Aisha while she was only 9 years old?And they call them " Perverted" actions.Well, although I'm a Muslim , but I like to give answers based on resources.Here is a lecture of Mr.Amr Khaled ( one of the most popular and lovable preachers in the Islamic world).







where he explained the answer.Let me post it in Arabic 1st then I'll put the translation:




هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهوة؟


إذا تأملنا مراحل حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته
والدليل عقلي هذه المرة ,لنتأمل :
* الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ نشأته و حتى سن 25 كان أعزبا
* الرسول - صلى الله عليه وسلم من سن 25 إلى 50 (وهي فورة الشباب) متزوج سيدة أكبر منه ب15 سنة ومتزوجة من قبله برجلين ولها اولاد
* الرسول - صلى الله عليه وسلم - من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى
* الرسول - صلى الله علسه وسلم - من سن 52 إلى 60 تزوج عدة زوجات لأسباب سياسية ودينية واجتماعية سنأتي على تفصيلها فيما بعد
إذا ...
هل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن 52 سنة؟
وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها
ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها!
ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام - واراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها , بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده
بعد ما قلناه نخلص إلى النتيجة التالية :
الرسول -صلى الله عليه وسلم - تزوج بطريقتين :
-1 محمد الرجل (تزوج بالسيدة خديجة(
-2 محمد الرسول (تزوج باقي نسوته(
ولنسأل السؤال التالي :
هل الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الوحيد الذي عدد أم أن هنالك انبياء عددوا أيضا؟
الجواب نعم
لقد عدد المرسلون والأنبياء - صلى الله علسه وسلم كسيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسليمان - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها , فلماذا يهاجمنا بها الغرب , وهم معترفون أصلا ومكتوبة عندهم!
نأتي الآن لذكر الدواعي السياسية والإجتماعية والدينية التي دعت الرسول لتعديد زوجاته
أولا : توريث الإسلام والدعوة بدقة تفاصيلهما وخصوصياتهما (كالصلاة وحركاتها ) فلا بد من دخول ناس لبيت الرسول - صلى الله عليه وسلم- لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة ...
فأراد الله - عزوجل - بزواج الرسول من السيدة عائشة حيث كانت صغيرة تتعلم منه الكثير بحكم سنها (والعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) وعاشت بعده 42 سنة تنشر العلم ..
والحديث في علم السيدة عائشة يطول حيث أنها كانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل ...
وإجمالي عدد الأحاديث المروية عن زوجات الرسول - علسه الصلاة والسلام - 3000 حديث
أما شبهة زواج السيدة عائشة وهي صغيرة فقد كانت طبيعة البيئة الصحراوية أن الفتاة تبلغ بسرعة وكان متعارفعلى تزويج الصغيرات ليس عند العرب فحسب بل عن الروم والفرس ....
ثانيا : تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الامة
فها هو عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وأخت عمر بن الخطاب
ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان
والبنت الثالثة لسيدنا علي
رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم .
ثالثا : الرحمة بالارامل حيث تزوج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الأرامل (السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة )
رابعا: استكمال تشريع الإسلام حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه ليكون قدوة واسوة للمسلمين من بعده
سواء كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما أسلم أبوها
ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود
خامسا : محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله والرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق والقصة معروفة.




The Translation:




Did Prophet Muhammed marry 12 wives to satisfy his lust?
If we take a look into the prophet's life,we'll find no place for lust and here are some rational proofs:
- Muhammed was single until he reached 25.
- From the age of 25 to 50 , the prophet had married Khadiga who was 15 years older than him,had married twice before him and was a mother.
- Muhammed abandoned women and marriage two years after the death of Khadiga ( until the age of 52) because he was sad for his loss.
- From the age of 52 until 60, the prophet had married many women for political , religious and social reasons ( which will be discussed later).
So, is it rational that lust has suddenly overwhelmed him after the age of 52? is it rational for a perverted man during his most youthful period to marry a woman 15 years older than him,having 2 ex-husbands and a mother,however, he chose to stay with her for 25 years without betrayals or even think to divorce her until she died , then he stays for 2 years after her death without marriage becausing of his sad loss?
Even after Khadiga, Prophet Muhammed married Sawda who was 80 years old , and so she became the 1st widow in Islam, because he wanted to cherish her , so he was the one who took the move instead of coercing any of the others for that.
So we can say that,Muhammed ( the man) has married 1 woman and Muhammed ( the prophet) has married the rest.
The question is : Is prophet Muhammed the 1st one to marry more than once?
The answer is: No, Abraham,David and Solomon have married more than once and this is written in all holy books , so why do others attack Islam from this point while they admit it in their books?
Now, Let's discuss the political , religious and social reasons for the prophet to marry more than once:
1.To let more than one source transfer his private islamic habits and prayers to Muslims after his death.
Aisha , as she was the youngest, was the most intellegent one to copy from him and so she was one of most important Sharee'a sources after Muhammed's death.
Why he married Aisha in this young age? because the physiology of the Arab women in the desert that time was different, so they were becoming adults around the age of Aisha's who was , by the way, an adult when prophet Muhammed married her.
Plus, marrying women around that age was a habit not only inside the Arabia, but also outside it, among non-Arabs.
2.To strengthen his relationships with his followers ( Sahaba) by marrying their relatives as he married Abou Bakr's daughter ( Aisha) and Omar Bin El-Khattab's sister ( Hafsa).
He also allowed Ottman Bin Affan to marry 2 of his daughters ( Um Kolthom then Ruqayya after Um Kolthom's death) and also allowed Ali Bin Abi Talib to marry his daughter Fatima.
3.To cherish widows as we said above about Sawda.
4.He married Safiya ( who was jewish) to cherish her father who converted to Islam ( by the way, I think this is a prominent action to deny Islam intolerance to other religions,see the next point too)
5. He married Christian Egyptian Maria to make a strong link with people outside the Arabia.He also married Gowyria to urge Bano Mustalaq ( her people) to embrace Islam - which they did-as they were war prisoners in Madina.

السبت، 13 يونيو 2009

Islam and Non-violence

This is an article I posted before in my old blog (which I don't use anymore) on March 2006 and I see it important enough to share with you:
The article of Wahidudden Khan in alresala.org about Islam and its non-violent teachings was superior.I read it till the end and I'd like to qoute the most important passages that serve the subject.Wahidudden stated the world look to violence and its vicious effect here:
"Violent activities breed hatred in society, while non-violent activities elicit love. Violence is the way of destruction while non-violence is the way of construction. In an atmosphere of violence, it is enmity which flourishes, while in an atmosphere of non-violence, it is friendship which flourishes. The method of violence gives way to negative values while the method of non-violence is marked by positive values. The method of violence embroils people in problems, while the method of non-violence leads people to the exploiting of opportunities. In short, violence is death, non-violence is life."
He stated that Quran teachings implied non-violent attitude:
"Islam is a religion which teaches non-violence. According to the Qur'an, God does not love fasad, violence. What is meant here by fasad is clearly expressed in verse 205 of the second Surah. Basically, fasad is that action which results in disruption of the social system, causing huge losses in terms of lives and property."
"we are told in the Qur'an that peace is one of God's names (59:23). Those who seek to please God are assured by verse 5 of the sixteenth surah that they will be guided by Him to "the paths of peace." Paradise, which is the final destination of the society of God's choice, is referred to in the Qur'an as "the home of peace" (89:30), etc."
"Patience implies a peaceful response or reaction, whereas impatience implies a violent response. The word Sabr exactly expresses the notion of non-violence as it is understood in modern times. That patient action is non-violent action has been clearly expressed in the Qur'an. According to one tradition, the Prophet of Islam observed: God grants to rifq (gentleness) what he does not grant to unf (violence). (Sunan, Abu Dawood, 4/255)"
He mentioned the advantages of non-violent over violent activism as follows:
"1.According to the Qur'an there are two faculties in every human being which are mutually antipathetic. One is the ego, and the other is the conscience called respectively nafs ammara and nafs lawwama. (The Qur'an, 12:53; 75:26) What the violent method invariably does is to awaken the ego which necessarily results in a breakdown of social equilibrium. On the other hand, non-violent activism awakens the conscience. From this results an awakening in people of introspection and self-appraisal. And according to the Qur'an, the miraculous outcome of this is that "he who is your enemy will become your dearest friend." (41:34)
2.A great advantage of the non-violent method is that, by following it, no part of one's time is wasted. The opportunities available in any given situation may then be exploited to the fullest extent—as happened after the no-war pact of Hudaybiya. This peace treaty enabled the energies of the believers to be utilized in peaceful constructive activities instead of being dissipated in a futile armed encounter. One great harm done by violent activism is the breaking of social traditions in the launching of militant movements. Conversely, the great benefit that accrues from non-violent activism is that it can be initiated and prolonged with no damage to tradition."
The command of war in Islam was under certain circumistances as the Quran says:
"It is a fact that certain verses in the Qur'an convey the command to do battle (qital) (22:39). What the special circumstances are which justify the issuance of and compliance with this command we learn from our study of the Qur'an.The first point to be noted is that aggression or the launching of an offensive by the believers is not totally forbidden. It is permissible, but with certain provisos. We are clearly commanded in the Qur'an: Fight for the sake of God those that fight against you, but do not be aggressive. (2:190)Only defensive war is permitted in Islam. Such a war is one in which aggression is committed by some other party so that the believers have to fight in self-defense. Initiating hostility is not permitted for Muslims. The Qur'an says: "They were the first to attack you." (9:13)
3. According to the Qur'an there was one form of war which was time- bound strictly in relation to its purpose. This was to put an end to fitna 'Fight against them until fitna is no more.' (2:193) In this verse fitna signifies that coercive system which had reached the extremes of religious persecution. In ancient times this coercive political system prevailed all over the world. This absolutism had closed all the doors of progress, both spiritual and material. At that time God commanded the believers to break this coercive system in order to usher in freedom, so that all doors of spiritual and material progress might be opened to man.This mission was undertaken and brought to a successful conclusion at the internal level within Arabia during the life of the Prophet. Later, during the pious caliphate, the Sasanid and Byzantine empires were dismantled with special divine succor. Consequently, intellectual oppression at the international level was replaced by intellectual freedom."
For those who claim that Prophet Muhammed - Peace be Upon Him- was bloodthirsty spending his whole life in wars,please read this:
"The biographers of the Prophet of Islam have put the number of Ghazwa (battle) at more than 80. This gives the impression that the Prophet of Islam in his 23-year prophetic career waged about four battles in a year. But this impression is entirely baseless. The truth is that the Prophet of Islam in his entire prophetic life, engaged in war only on three occasions. All the other incidents described as Ghazwa were in actual fact examples of avoidance of war and not instances of involvement in battle.For instance, in the books of seerah, the incident of Al-Ahzab is called a Ghazwa (battle), whereas the truth is that on this occasion the armed tribes of Arabia, twelve thousand in number, reached the borders of Medina with all intentions of waging war, but the Prophet and his companions dug a deep trench between them, thus successfully preventing a battle from taking place. The same is the case with all the other incidents called Ghazwa. The opponents of the Prophet repeatedly tried to get him embroiled in war, but on all such occasions, he managed to resort to some such strategy as averted the war, thus defusing the situation.There were only three instances of Muslims really entering the field of battle—Badr, Uhud and Hunayn. But the events tell us that on all these occasions, war had become inevitable, so that the Prophet was compelled to encounter the aggressors in self-defense. Furthermore, these battles lasted only for half a day, each beginning from noon and ending with the setting of the sun. Thus it would be proper to say that the Prophet in his entire life span had actively engaged in war for a total of a day and a half. That is to say, the Prophet had observed the principle of non-violence throughout his 23-year prophetic career, except for one and a half days."
"The Islamic method, being based totally on the principle of non-violence, it is unlawful for believers to initiate hostilities. Except in cases where self-defense has become inevitable, the Qur'an in no circumstance gives permission for violence."
"The Prophet of Islam along with about two hundred of his companions left Mecca when the Meccan leaders had made it impossible for them to stay there. The Meccans had even decided to kill the Prophet. But the first speech the Prophet made on reaching Medina had no taste of bitterness, neither did it contain any mention of vengeance on or violence against the Quraysh."
He also made a very rational point here:
"Now the question arises as to whether an Islam which teaches non-violence can be of relevance in the present age, and assume a superior position once again in new situations.The answer is entirely in the positive. The truth is that Islam's being a peaceful religion shows that it is an eternal religion. Had it been a religion of violence, it would not have been eternal. For in modern times, the way of violence has been totally rejected by contemporary thinking. Now only that system is worthy of consideration and acceptance the teachings of which are based on peace and non-violence.Modern thinking, for example, has rejected communism. One of the major reasons was that communism had to be sustained by violence. And under no circumstances is violence acceptable to the modern mind. Nazism and Fascism too have been rejected on similar grounds. Modern man, therefore, disapproves of religious and non-religious extremism, because they lead man, willy nilly, to violence."
If we look deeply into Muslims recently we'll understand the reason behind the misery of their restless life:
"It is an incontrovertible fact that Muslims have not been able to join the mainstream in modern times. At all places and in every department they are leading their lives as if driven into a corner. This is undoubtedly an extremely critical problem, for it has relegated Muslims to second class positions all over the world.To me, the greatest reason for this is the violent attitude of the Muslims. Today's Muslims are easily provoked and become violent at anything which is against their way of thinking, or even not to their liking. It is true that not all Muslims become involved in acts of violence. Yet all Muslims would be regarded involved in this matter. This is because that section, of Muslims—in fact, the majority—who are not personally involved, neither disown those members of their community who are engaged in violence, nor even condemn them. In such a case, according to the Islamic shariah itself if the involved Muslims are directly responsible, the uninvolved Muslims are also indirectly responsible."
"One great problem for Muslims is that peace does not necessarily guarantee them justice. This has caused Muslims to become violent and to neglect opportunities for dawah. In modern times Muslims want a peace which brings them justice. But according to the law of nature, this kind of peace can never be achieved, that is why Muslims the world over are in a state of physical and mental unrest. Distressed in their minds, they have become violent in their thinking and in their actions."
Obviously,the solution for Muslims to return to their glorious days relies in peaceful and non-violent interaction with others:
"The only way to alleviate the tragic plight of Muslims is to bring them back to non-violent Islam, by helping to understand that their violent version of Islam is not the true one."
"Peaceful interaction will give Muslims the kind of intellectual stimulation and variety of experience which they must have if they are to tread the path of progress."
"Interaction will also facilitate the task of dawah on a large scale. The natural result of this vast interaction of Muslims and non-Muslims will be that everywhere dialogue on Islam will be started, formally as well as informally. In modern times, because of the extremist and violent attitude of Muslims, serious dialogue between Islam and non-Islam has almost come to an end. Now when peaceful interaction between Muslims and non-Muslims takes place in a normal atmosphere, serious dialogue will ensue on its own. The beginning of serious dialogue between Islam and non-Islam is, without doubt, a very great success from the point of view of dawah."
"In modern times if Muslims abandon the path of violence and fully adopt the path of non-violence, this will be for Muslims like reviving the sunnah of Hudaybiya. And they will start receiving those great benefits which Islam and Muslims had gained after the event of Hudaybiya in the first phase."
In the end he provides a true story that justifies the subject:
"In October 1997, I met a 36-year old European, Leon Zippo Hayes, who was born in the city of Christchurch in New Zealand. After having studied Islam, he has changed his religion. His Islamic name is Khalilur Rahman. Passing through Muslim countries he is going to perform Hajj by land.During the conversation he said that in modern times Muslims are engaged in bloody war at many places, at some places with others and at other places among themselves. This had led him (like many others) to conclude that perhaps Islam was a religion of violence. Later, he studied the Qur'an with the help of translations, and when he reached this verse in the Qur'an: 'Whoever killed a human being should be looked upon as though he had killed all mankind (5:32),' he said that he was so moved that he could not believe that it was in the Qur'an.This incident is broadly indicative of the thinking of non-Muslims on Islam. On seeing the actions of Muslims, people today find it hard to believe that Islam may be a religion of peace. But if Muslims stop engaging in violent activities and give people the opportunity to appreciate Islam in its original form, then certainly a great number of people would realise as they never had before that Islam was a peaceful religion and they would rush to it, saying that it was exactly the religion which their souls had been seeking all along."
For those who wants to see the full article visit this link;http://www.alrisala.org/Articles/papers/nonviolence.htm

الاسلام و كتاب السر

ربما تكون من الذين سمعوا عن كتاب و فيلم السرأو The Secret والضجة التي أحدثها في العالم و كيف ساهم في تغيير حياة العديد من الناس عن طريق نقلهم الى مستوى آخر من الايجابية و حب الحياة بل حقق لكثير منهم أحلامهم من الثراء و الشفاء من الأمراض المستعصية والحصول على شريك الحياة المناسب.


لقد قرأت هذا الكتاب بنفسي ولاأنكر كم غير كثيرا من نظرتي لكثير من الأمور.لكن ماأثار حيرتي هو الهجوم الذي لاقاه هذا الكتاب من بعض علماء الدين -البعض وليس الكل - بحجة تعارضه مع بعض المبادئ في الدين لدرجة أن أحدهم نشر كتابا بعنوان "خدعة السر" رغم أن كتاب السر يرسخ في الأذهان فكرة الايمان وعدم اليأس والخضوع للخالق بشكل رائع فعلا.

وبكوني مسلمة أستطيع أن أقول أن هناك تقارب,بل تشابه كبير, بين مايدعو اليه هذا الكتاب و دين الاسلام.

ولمن لايعرف هذا الكتاب أستطيع أن أوجز فكرته في السطور التالية:

قانون السر هو قانون الجذب...بمعنى أنك تعيش كالمغناطيس حيث أن أفكارك لها قوة مغناطيسية و تردد معين يجذب اليك الأحداث الشبيهة بما تفكر به من الكون أي أن الشبيه يجذب شبيهه...اذا فكرت تفكيرا ايجابيا ستجذب اليك أحداث ايجابية كالصحة و المال وغيرها و العكس صحيح.هذا القانون يعمل بصورة مستمرة سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه.
الحياة ماهي الا لوحة ترسمها أنت بأفكارك وارادتك ولذلك لابد أن تستطيع التحكم فيما تفكر فيه في هذه اللحظة. وبما أن المشاعر هي مرآة الأفكار فيمكنك أن تعرف ماتفكر فيه من خلال رصد ماتشعر به,حيث أنه من المحال أن تشعر بمشاعر سلبية و أنت تفكر بأفكار ايجابية.
أنت تستحق أن تكون سعيد...ذكر نفسك بهذا دائما كل يوم و كل لحظة...افعل مايمكن أن يحقق لك ولو جزء يسير من السعادة اللحظية و لا تستهن بذلك حتى لو كان شرب كوب من العصير.
كل ماعليك فعله لتحصل على ماتريد هو ثلاث خطوات:
1. اطلب من الله ماتريد -الكاتبة استبدلت كلمة الله أو الخالق بالكون حتى تخاطب جميع الأديان و كل يفهم حسب ديانته-
2.آمن أن ماطلبته سوف يأتي لك عاجلا أم آجلا طالما أنك مؤمن بقانون السر بل تخيل أنه قد حدث فعلا و كن ممتنا لذلك و هذا يتطلب بعض الخيال و التركيز.
3.تلق ماطلبته واستمتع به واحمدالله عليه كي يزيدك منه بل اعط غيرك و شارك المحتاجين فيه حتى يبارك لك الله فيه.
ان قانون السر ليس محدود زمنيا بمعنى أن ماتريد قد يأتي في جزء من الثانية أو في خلال سنين وهذا ينطبق على كل شيء ممكن أن تتخيله في الصحة و المال و العلاقات و السلام العالمي و غيرها...
من شروط السر أن تكون راضيا عن نفسك و رزقك...أن تحب من حولك حتى لا تخرج عن الكيان المتجانس للكون...وأن تعيش في امتنان دائم و تستمع بنعمة الله عليك.
الخالق سخي ومهما طلبنا فلن ينقص ذلك من ملكه شيء فلا تعتقد أن ليس هناك مايكفي الجميع فهذا اعتقاد خاطئ.
هل ترى في كل هذا أي تعارض مع الاسلام؟؟؟؟؟؟؟
أليس في الصدقة بركة للرزق كما قال المولى عزوجل في سورة البقرة :
}مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ {
وفي باب الامتنان ,اسمع قول الله تعالى في سورة ابراهيم:
}وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ {
ألم يقل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :
)إن الله يحب إذا أنعم على عبده نعمة أن يرى أثر نعمته(رواه البيهقي.
)من قال حين يصبح وحين يمسي رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ثلاث مرات كان حقًّا على الله أن يرضيه(وحديثه صحيح لغيره، رواه الإمام أحمد وأبو داود، وصححه الألباني والأرناؤوط، وحسنه ابن باز في تحفة الأخيار.
ويقول الله عزوجل في أحاديثه القدسية:
)أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة (.رواه البخاري و مسلم
)لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر(رواه مسلم عن أبي ذر.
وغيرها الكثير من الآيات والأحاديث التي تتطابق مع محتوى هذا الكتاب...يكفي قول الله عزوجل :
}وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {...
}وإذا سَأَلَكَ عِبادي عَنِّي فَإَنِّي قَريبٌ أُجَيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ {
,فكيف تزعمون أنه متعارض مع الاسلام.الاسلام أعمق مما تعتقدون بكثير و اتباعه سبب حقيقي للسعادة و الرخاء ولكننا نعيش في نطاق محدود من التفكير غافلين عن الكثير من معانيه الجميلة.